عندما نعبد لمصلحة

كثير من الناس الذين عرفوا طريق الله و تعلموا فيه الكثير و ذاقوا فيه حلاوة الطاعة

عرفوا ما يسميه العلماء ببركة الطاعة و شؤم المعصية

فمن بركة الطاعة نور في الوجه و انشراح في الصدر و توفيق لطاعة اخرى و بركة في الرزق و العلم و الحفظ و الوقت و غيرها

و من شؤم المعصية ظلام في الوجه و ضيق في الصدر و تركك لنفسك و محق لبركة الرزق و العمر و صعوبة الحفظ و غير ذلك

و قد قال لي احد اساتذتي مرة ان الاصل اننا نعبد الله خالصا لوجهه لانه الوحيد المستحق للعبادة او نعبده لنطلب الجنة او لخوفنا من النار و هي كلها امور غيبية لذا جعل الله هذه البركة و الشؤم ليسهل لنا الطاعة

قد لا تكون مشكلة كبرى ان نترك المعصية لا خشية من الله او استحيائا منه او حتى خوفا من جهنم

لكن نتركها فقط خوفا من شؤمها و خوفا على رزقنا

لكن المصيبة ان نعبد الله طلبا للبركة فقط

هنا المصيبة و الطامة الكبرى

و هذا ما اسميه عبادة لمصلحة

المثال الفج على هذه الطريقة  في العبادة

ايام الامتحانات ترى الطالب يحافظ على الصلاة على مواقيتها و يدعو الله بحرارة ان يوفقه

حتى اذا انتهت الامتحانات عاد الى سابق عهده مع الله

قد لا يعني بالضرورة انه عاد الى المعصية الشديدة لكنه لم يعد بنفس الطاعة اللتي كان عليها

و غير ذلك  من ازمات او مفارق طرق في حياة الناس

و هذه ليست دعوة للا نلجا الى الله في اوقات الشدة لكنها دعوة ان يكون لنا حال مع الله

و لا نتعامل مع الله بعبادة لمصلحة ففي هذا اساءة ادب شديدة مع الله

و لا اتحدث هنا عن صلاة الحاجة لكن اتحدث عن الحال عموما

و لا تنسى انك يا مسكين لا يمكن ان تستغني عن الله

يا مسكين انك تعيش في خيره و وفوق ارضه و تحت سمائه

لحم اكتافك و اكتاف ابيك و ابنك من خيره كيف لك ان تدير وجهك عنه في كل احوالك

و مآلك و مصيرك اليه سبحانه

يقول ربنا عز وجل”هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين (22)فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون(23)”
سورة يونس الايات 22 و 23

الأوسمة:

7 تعليقات to “عندما نعبد لمصلحة”

  1. m hamza Says:

    اللهم ثبتنا على طاعتك

  2. ayaalfaky Says:

    هو أكيد إساءة أدب مع الله

    بس بحس أنها من رحمة ربنا أنه يعلم أنهم بيدعوه في وقت الشدائد ويستجيب ليهم

    ده بيدفعهم كل مرة في الشدائد أنهم يدعو تاني

    ويقربوا تاني

    وتلاقيهم واثقين من الاجابة جدا لانهم عارفين أنه سبحانه ما توكل عليه أحد وخذله

    بحس ان الشدائد ورا الشدائد

    هتخليهم في يوم يرجعوا في وقت الرخاء

    موضوع جميل وجاي في وقته 🙂

  3. zak Says:

    المفترض بنا أن نحاول أن نستغل أوقات الحاجة إلى الله لنصبح بعدها أقرب إلى في كل الأوقات

    ونتخذ من هذه الأزمات نقطة تحول إلى طريق الهداية ….. ونساعد غيرنا على ذلك

    الهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

  4. ayaneeq Says:

    يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك …

  5. amr salah Says:

    اعرف ربك في الرخاء … يعرفك في الشده

  6. assomah Says:

    احفظ الله يحفظك ، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة .

    موضوع يستحق الوقوف والتأمل .

    بارك الله فيك والى الامام .

  7. Sharaf شرف Says:

    أعجبتني، وكنت احتاج غلى تلك التذكرة، جزاك الله خيرا عليها
    لكم تقسوا قلوبنا فتكن كالحجارة او أشد قسوة، في خضم حياتنا

اترك رداً على Sharaf شرف إلغاء الرد